السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
طفل كأي طفل من اطفال المعمور بريء ساذج و كل ما في قلبه يلوكه لسانه يسأله الناس ما هو حلمك يا فتى ؟
فيكون جوابه سريع سرعة البرق حمآآآآآل
فتظهر علامات التعجب على كل من يتلقى الجواب البريء الا امه التي تظهر عليها علامات الغضب الشديد من جواب ابنها البليد .
ماذا ؟ كيف ؟ رفقة صفعة او صفعتين تفقده ذاكرته لخمسين سنة ضوئية ، كيف لا و الام تنتظر من ابنها ان يكون له حلم كاحلام باقي
الاطفال ، لماذا هذا الحلم العجيب الغريب ؟
لماذا ابنها ليس كباقي الاطفال ؟ لماذا لا ترواده نفسه الاحلام ؟ اليس من الطبيعي ان يحلم باستاذه و يتخذه قدوه؟ و لماذا لا يتخذ من
طبيبه عبرة يتبعها في حياته ؟
اليس من حقه ان يكون محاميا او مهندسا او طيارا ؟ ما هو السبب الذي جعله يحلم هكذا حلم ؟
تشتت الافكار في ذهن الام المسكينة في حين ان الابن تفكيره اصلب من جلمود صخر غرانيتي و متشبت بفكرته ؟
ضل الفضول يلاحق الام و يلاحق الابن اينما ارتحلا . و طلت نظرات الاستغراب و السخرية تظهر على كل من طرح نفس السؤال
على الطفل؟
و مع كل جواب صفعة و مع كل صفعة يتبخر حلمه الوردي ، كبر الطفل و كبر التساؤل في عقله لماذا ترلقى كل هذا اللوم من عائلته
و محيطه ؟
هل الحلم بمهنة الحمال جريمة ؟ و هل الحمال مجرم ؟
لماذا مجتمعنا يستصغر هذه الحرفة ؟ و لماذا يحتقرونها ؟
نسوا او تناسوا بان بفضله يضل اصحاب العروش المخملية و الذين ولدوا و في افواههم ملاعق ذهبية لا يتحملون عناء حمل ابسط
الاشياء ...
او ان تلك الحرفة محتقرة لان المظنون ان ممتهنيها مستوى تقافتهم محدود ؟ اليس هناك دكاترة و مهندسون تقاذفتهم مخططات دولهم
التي عجزت عن توفير وظائف لهم ؟
كبرت افكار الفتى و كبر احترامه للحمالين و للمهن الشريفة الاخرى فلا فرق بين حمال او مهندس الا بالضمير !!!
فكثيرا هم حملة شواهد عليا قتل ضميرهم بملذات الدنيا و تناسو دورهم المحوري في مجتعمهم .. حتى ان جفونهم ازرقت من الارق
الذي يسببه لهم تأنيب الضمير .. في حين ان لقمة الحلال و عرق شقى الحمال يجعله سعيدا في مملكته الصغيرة..
كبر الطفل و كبرت مع صفعات محيطه ... كبر مع حقد دفين ... كبر و هو لا يعلم ان مجتمعنا بئيس لا يرحم...